«الكامل في التاريخ» لابن الأثير وبهامشه «مروج الذهب ومعادن الجوهر» للمسعودي

«الكامل في التاريخ» لابن الأثير وبهامشه «مروج الذهب ومعادن الجوهر» للمسعودي

هذا الكتاب يُعد نموذجًا للكتب العربية المطبوعة في القرن التاسع عشر؛ إذ كان الكتاب يُطبع وبحاشيته كتاب آخر في الموضوع ذاته أو موضوع قريب منه. هنا لدينا كتاب «الكامل في التاريخ» لابن الأثير، وهو عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري (ت 630هـ/1232م)، المعروف بـابن الأثير الجزري. المؤرخ الكبير الذي وضع في كتابه هذا خلاصة ما قرأه في كتب التاريخ الكبرى، خاصةً تاريخ الطبري؛ فرَتَّب الأحداث والتراجم والروايات وأضاف إليها ما وجده في المصادر المتنوعة، بالإضافة إلى ما عاصره بنفسه من أحداث حتى نهاية عام 629هـ؛ فجاء كتابه من أكثر كتب التاريخ كمالًا وفائدة. وبحاشية الكتاب يوجد كتابٌ آخر في التاريخ وهو «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، للمؤرخ والرحالة الكبير أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي (ت 346هـ/957م)، الـمُلَقَّب بـ«إمام المؤرخين» و«هيرودوت العرب»، وهو كتاب في التاريخ والجغرافيا. يبدأ الكتاب بوصف هيئة الأرض «وذكر شأن المبدأ وأصل النسل وتبايُن الأوطان، وما كان نهرًا فصار بحرًا، وما كان بحرًا فصار برًّا، وما كان برًّا فصار بحرًا على مرور الأيام وكرور الدهور؛ وعلة ذلك وسببه الفلكي والطبيعي، وانقسام الأقاليم بخواص الكواكب ومعاطف الأوتاد ومقادير النواحي والآفاق وتباين الناس في التاريخ القديم واختلافهم في بدئه وأوّليته»؛ ثم يتناول «أخبار الملوك الغابرة والأمم الدائرة والقرون الخالية والطوائف البائدة من الملوك والفراعنة العادية والأكاسرة واليونانية، وما ظهر من حكمهم ومقائل فلاسفتهم وأخبار ملوكهم وأخبار العناصر، إلى ما في تضاعيف ذلك من أخبار الأنبياء والرسل والأتقياء». ويُعد الكتابان من ذخائر المكتبة العربية؛ إذ لا يستغني عنهما باحث في التاريخ والجغرافيا. طُبع الكتاب في القاهرة عام 1886م، وهو من إهداءات الدكتور عبد الرحمن بدوي إلى مكتبة الإسكندرية.