آثار العمارة في أجداث سقارة

آثار العمارة في أجداث سقارة

أُلِّفت كتب كثيرة عن الآثار المصرية منذ بداية الاهتمام العلمي بها في القرون القليلة الماضية، وللأسف فإن الجانب الأكبر منها باللغات الأجنبية. لذلك، يسعدنا أن نقدم اليوم كتابًا باللغة العربية عن آثار سقارة، أَلَّفه حسن شوقي، ناظر مدرسة العقادين الأميرية ومدرس العلوم الأدبية بالمدرسة التوفيقية سابقًا. يقول المؤلف إنه ألف هذا الكتاب لطلاب التاريخ؛ لأنه أحب أن يضع لهم «سفرًا وجيزًا يبحث عن آثار منفيس إبّان نشأتها وأيام مجدها، ويكون لهم سراجًا يهديهم إلى ظلمات هذه القبور، ونبراسًا يرشدهم إلى أحشاء تلك الطلول، وبه يقفون على ما وصلت إليه الأمة المصرية من المدنية والحضارة وما بلغته من المنعة والعمارة، ومنه يعرفون أقاصيص المصريين وسيرهم وصناعاتهم وعلومهم وخلائقهم وعاداتهم».
والكتاب، بالرغم من قلة عدد صفحاته (108 صفحة) فإنه ثري بالمعلومات والرسوم، وبليغ في أسلوبه وممتع في قراءته، كما أنه يبدأ بإشارات عملية تفيد زائري المنطقة – في تلك الفترة – ونادرًا ما نجدها مذكورة في كتب أخرى؛ إذ يقدم معلومات عن الأشياء التي يتطلبها السفر، بما في ذلك طلب الإذن بالمشاهدة، وأسعار تذاكر السفر، والشموع والمصابيح اللازمة للإضاءة في المقابر، وما يجب على المسافرين أخذه معهم من أطعمة خفيفة وزجاجات مياه، وكيفية التعامل مع المكاريين. ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن تاريخ مصر وعلومها وصناعتها في العصور القديمة، ثم يتحدث عن مقابر سقارة موضِّحًا كلامه بالرسوم.
طُبع هذا الكتاب لدى مطبعة السعادة بالقاهرة، عام 1922. وهذه النسخة من مجموعة الدكتور عبد المنعم عبد الحليم سيد بمكتبة الإسكندرية.