من المعروف أنه منذ اختراع الطباعة من قرابة خمسة قرون، طُبعت ملايين من الكتب والجرائد والمجلات والمنشورات، ولكن نسبة ضئيلة فقط من هذه المطبوعات يمكن أن يعدها المتخصصون «نادرة». وهناك عدة معايير لوصف كتاب ما بأنه نادر، منها:
- عُمْر الكتاب؛ وبالرغم من أن هذا المعيار ليس بالضرورة الأهم لوصف كتاب بأنه نادر، فإنه يمكن القول إنه كقاعدة عامة، تُعد نادرةً الكتبُ التي طُبعت قبل عام 1501م، والكتب الإنجليزية التي طُبعت قبل عام 1641م، والكتب التي طبعت في الأمريكتين قبل 1801م، والكتب العربية التي طُبعت في أوائل القرن التاسع عشر.
ويسمى الكتاب المطبوع قبل عام 1500م Incunabulum من الكلمة اللاتينية Cunae التي تعني (المهد)؛ مما يعني أن الكتاب قد طُبع في مهد – أي بداية - تقنيات الطباعة.
-
قلة النسخ المتاحة؛ فالطبعات المحدودة تزيد من قيمة الكتاب. وإن كان عدد النسخ في حد ذاته لا يكفي لاعتبار الكتاب نادرًا أو قيمًا، بل يجب أن يوضع في الاعتبار أيضًا موضوع الكتاب وأهميته في المجال الذي صُنِّف/أُلِّف فيه.
- حالة الكتاب؛ وهذا معيار مهم عند تحديد قيمة الكتاب، ونعني بحالة الكتاب ما إذا كان مكتملاً أم ناقصًا، ومظهره الخارجي مثل جودة غلافه وخُلُوِّه من علامات سوء الاستخدام أو القطع، وألا ينقص من الكتاب الغلاف أو بعض الصفحات.
- الطبعات الأولى؛ ونعني بها أول ظهور للنص أمام القراء من أول مرة صُفَّ فيها الكتاب. وأكثر مجال يكون فيه لهذا المعيار أهمية واضحة هو في الكتب الأدبية، خاصةً الأعمال الأدبية الكبرى، وأول تسجيل لاكتشاف علمي أو اختراع ما.
- التجليد الفني والتصميم المبتكر.
- كون النسخة تحمل توقيعًا من المؤلف أو من صاحب الكتاب إذا كان شخصيةً مهمة.
- بعض الكتب التي تعرضت للمنع من النشر يمكن أيضًا اعتبارها نادرةً ومهمة، بما أن نُسَخًا قليلة ترى النور.
- أول استخدام لتقنية جديدة في الطباعة.
- من الممكن أيضًا أن تزيد قيمة الكتاب إذا كان يحمل حواشي وتعليقات بخط شخصية مهمة.
- أن يكون الكتاب نسخةً من «طبعة محدودة». والطبعة المحدودة هي التي يذكر ناشرها – عادةً في ظهر صفحة الغلاف الداخلي، أو في صفحة مستقلة في أول الكتاب أو آخره - أن الكتاب طُبع طبعةً محدودة، ويذكر عدد النسخ التي طُبعت منه. وعادةً ما يُفَصِّل هذا التوضيح عدد النُسخ التي طُبعت على نوع معين من الورق، أو التي طُبعت بنوع معين من التجليد، وتحمل كل نسخة من هذه الطبعات رقمًا، مطبوعًا أو مضافًا باليد. ولكن يجب الإشارة إلى أن مجرد كون الكتاب نسخة من طبعة محدودة لا يكفي وحده لوصفه بالندرة، بل يكون هذا مجرد عنصر إضافي يوضع في الاعتبار عند تقييم الكتاب.
ومن الشائع صناعة نسخ طبق الأصل (فاكسيميلي) من بعض الكتب. وهي طريقة غير مكلفة لإنتاج نصوص سبقت طباعتها، ومن ثم فإن النسخ الفاكسيميلي في حد ذاتها لا تعد نادرة. ويستثنى من ذلك حالة النسخ الفاكسيميلي عالية الجودة من مخطوطات العصور الوسطى وعصر النهضة وأوائل المطبوعات. وهي نسخ تستخدم أنواعًا من الورق والأحبار تكاد تطابق ما كان مستخدمًا في فترة إنتاج الأصل؛ كذلك تتميز طباعتها بالدقة الشديدة في أدق التفاصيل، ويكون تجليدها عادةً فاخرًا.